توقعات الخطة الجزائرية في المونديال

يبدو اننا بدأنا نقتنع اخيرا بان سعدان لم يخطأ عندما قرر غربلة التشكيلة في وقت حساس، بعد خسارة صربيا القاسية ، لكن ادرك ان التغيير في ذلك الوقت افضل من الخروج بهزائم مذلة في كأس العالم.. ، خاصة مع تأكده انه لا يملك دكة بدلاء تمامًا، و لعل خياراته تثبت من يوم لأخر احقيتها في تمثيل الخضر.
سعدان يدرك جيدا مناطق ضعف الخضر، كالظهير الايمن و حتى الايسر، و رأس الحربة.. لذلك فان خياراته كانت كلها عبارة عن لاعبين متعددي المناصب فقديورة مثلا مسترجع كرات و يلعب ظهي ايمن بشكل عادي ، و مهدي لحسن شغل رواق ايسر مؤخرا، و بودبوز متعدد المناصب في الهجوم و الجناح، و قادير يصنع اللعب و يمكنه اللعب مهاجم ثاني كمطمور، اما مجاني و بلعيد فكلاهما لعب ظهيرا من قبل..
لذلك فان سعدان بتخلصه من اللاعبين محدودي المستوى ان لاعبي المنصب الواحد، و استقدامه لاعبين متعددي المناصب يكون قد وفق بشكل كبير في ما يجب عليه فعله في مثل هذه الظروف.
تعدد الخطط بتعدد المنافسين، و المونديال يجمع5 قارات!


يبدو ان المنتقدين لخيارات سعدان لم يلتفتوا لشيئ مهم، هو ان كأس العالم ستجمع 5 قارات كاملة، و ليس قارة واحدة ككأس افريقيا، و بالتالي فان خيار اللعب بخطة واحدة كل المباريات قد يجعلنا ندفع الثمن غاليا خاصة اننا لسنا من المنتخبات التي تفرض طريقة لعبها (ان كنا نملك خطة اصلا !!) فتغيير الخطة حسب طريقة المنافس ضرورة حتمية في كأس العالم، فكرة شرق اوروبا اي سلوفينيا و جيرانها يلعبون طريقة مختلفة تماما عن كرة جنوب و غرب اوروبا كـ انجلترا، اما اللعب الامريكي فمختلف تماما ..
و كما يعلم الجميع بان المنتخب يفتقد لعدة لاعبين في مراكز مهمة كظهير ايمن اختصاصي في المنصب، او ظهير ايسر دفاعي، و حتى راس حربة قناص يسجل من انصاف الفرص و ينقذ فريقه في المباريات المغلقة ، لذلك فالتفكير الان في جلب لاعبين متعددي المناصب ، ليشغلوا على الاقل المنصب في حال حتمية اللعب بخطة تستلزم ظهير ايمن او ايسر دفاعي(ليس بلحاج..)
3/3/4 خطة اللعب المفتوح.. حلم الجزائريين ..

لعل اكثر خطـة يحبذها الجزائريون بطبعهم العاشق للعب المفتوح هي 4/3/3 الكلاسيكية، و التي تسمح باكتساب طريقة لعب في فترة قصيرة جدا، فهي تمنح كل لاعب متسعا من المكان للتألق، و ابراز قدراته و تجعل الملعب ممتلئا لان كل لاعب له ادوار ثانوية بالجملة..
بنظرة قصيرة على المنتخب و التشكيلة الحالية نجد ان تطبيق الخطة في الوقت الراهن ممكن جدا، خاصة ان هذه الخطة تتطلب شروط اهمها:
# امتلاك رأس حربة متحرك، يلعب في الجناح و في منطقة العمليات
# امتلاك لاعبي جناح سريعين و يدخلان في العمق
# صانع العاب خاص..
# وسط ميدان واحد مسترجع و الاخر يبني اللعب
# ظهير خارق (يغلق جهته لوحده و يجيد اللعب الهجومي) او جناح يتكفل بالعودة لمساندة الدفاع و يصنع الفارق في الهجوم
و هذه النقاط الخمسة موجودة بامتياز في الخضر حاليا و بالبدائل ايضا!:
ففي النقطة الاولى اللعب ب: مطمور, جبور, بودبوز يعني ببساطة تطبيق الخطة بحذافيرها، فجبور لاعب متحرك في الهجوم و ليس لاعب ثابت، اما مطمور فلعبه في الجناح و الهجوم مع الخضر يدل على تناسبه مع الخطة، اما بودبوز فهو لاعب خاص بالخطة.
في النقطة الثانية ، صانع العاب، و هنا لن نطيل الكلام لانه معروف ان كريم زياني ملك هذه الخطة، و لطالما ابدع فيها مع لوريان ثم مع سوشو و حتى مع مرسيليا مع قلة الدقائق تألق في المنصب..، و مغني ايضا صانع العاب من الطراز العالي و قادير في ناديه فالنسيان يشغل ذلك المنصب و كثيرا ما تحدث للصحافة على انه يجد راحته عندما يكون وحيدا في صناعة اللعب
في النقطة الثالثة، تملك الجزائر 4 مسترجعين، لاعبين اختصاص تكسير اللعب هما مهدي لحسم و يزيد منصوري، و قديورة و يبدة يملكان ميزات هجومية و يصنعان اللعب
اما النقطة الاخيرة فهي الاهم: لان الجزائر لا تملك ظهير ايمن و الجهة اليسرى لا يغلقها بلحاج جيدا، لكن اقحام بودبوز من الجهة اليمنى مثلما يلعب في فريقه قد يحل الاشكال، لان عنتر يحيى في الجهة اليمنى و مع مبارتين وديتين في المنصب قد يتعود على اغلاق جهته، مع عدم تكليفه باي عمل هجومي لان بودبوز وحده لطالما صنع الفارق لوحده!
اما الجهة اليسرى فمطمور يملك خبرة بسيطة في الدفاع تسمح له بمساندة بلحاج لغلق الجهة اليسرى مع الاشتراك في الهجوم..
فتصبح الخطة التي اتكلم عنها كالتالي:
شاوشي
بلحاج حليش بوقرة عنتر
لحسن (منصوري) يبدة(قديورة)
زياني(مغني، قادير)
مطمور جبور بودبوز

و عموما خطـة 4/3/3 المعتمدة من قبل عدة منتخبات، كهولندا ، و عدة اندية كالبارصا و فالنسيا و حتى ايطالية كالميلان، و قد تجدي نفعا مع لاعبين متعددي المناصب كما تمتلك الجزائر الآن..
بالتوفيق للخضـر